عبدالله حسين
عبدالله حسين

سطر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬والمفكرين‭ ‬ما‭ ‬جادت‭ ‬به‭ ‬قريحتهم‭ ‬من‭ ‬مشاعر‭ ‬فيّاضة‭ ‬تجاه‭ ‬مناشط‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬بقيادة‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬العيسى،‭ ‬الذي‭ ‬وصفوه‭ ‬بمحرك‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬نحو‭ ‬التضامن‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭. ‬وأشادوا‭ ‬في‭ ‬مقالاتهم‭ ‬بالمناشط‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬معالي‭ ‬الأمين‭ ‬العام،‭ ‬وأكدوا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬‮«‬وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الرابطة‭ ‬كنموذج‭ ‬إسلامي‭ ‬عالمي‭ ‬ضمت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬للعالم‭ ‬برؤية‭ ‬إسلامية،‭ ‬وما‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬الوثيقة‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬آفاق‭ ‬واسعة‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬جسور‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬الودّ‭ ‬والاحترام‭ ‬والتعاون‭ ‬الإنساني‭.‬
التعايش‭ ‬السلمي
أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬إبراهيم‭ ‬تيسيرتش‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬بعنوان‭: (‬الرياض‭ ‬العاصمة‭.. ‬حكمة‭ ‬الشيوخ‭ ‬وذكاء‭ ‬الشباب‭)‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الرياض،‭ ‬بتاريخ‭ ‬3‭ ‬يناير‭ ‬2022م،‭ ‬أن‭ ‬مدينة‭ ‬الرياض‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬مكتملة‭ ‬في‭ ‬تحضرها‭ ‬ورؤيتها‭ ‬2030‭ ‬الفريدة‭ ‬في‭ ‬الحاضر‭ ‬وفي‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عمودها‭ ‬الفقري‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬الديني‭ ‬والحضاري‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬بقيادة‭ ‬معالي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬العيسى،‭ ‬الذي‭ ‬حرّك‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭ ‬نحو‭ ‬التضامن‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتعاون‭ ‬على‭ ‬البر‭ ‬والتقوى‭. ‬وقال‭: ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬العيسى‭ ‬في‭ ‬الرياض‭ ‬أدركت‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬الفعال‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الحوار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭.‬
وأضاف‭: ‬لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬‮«‬وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‮»‬‭ ‬تلك‭ ‬الحقيقة‭ ‬بوضوح،‭ ‬حيث‭ ‬اعتمدها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1200‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬139‭ ‬دولة‭ ‬و27‭ ‬مذهباً‭ ‬وطائفة‭ ‬دينية،‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬قيم‭ ‬الوسطية‭ ‬والاعتدال‭ ‬في‭ ‬نصوص‭ ‬الكتاب‭ ‬والسنة‮»‬،‭ ‬والمنعقد‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬27‭ ‬إلى‭ ‬29‭ ‬مايو‭ ‬2019‭. ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬مبادئ‭ ‬التسامح‭ ‬والتفاهم‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الثقافات‭ ‬والأديان‭. ‬وتقديراً‭ ‬واحتراماً‭ ‬لجميع‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬صورة‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإشارات‭ ‬والتوجيهات‭ ‬المكية‭ ‬التي‭ ‬تأتينا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬تمثل‭ ‬تأثيراً‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬وكما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إشارات‭ ‬وتوجيهات‭ ‬لرؤية‭ ‬موحدة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬المرجع‭ ‬المعروف‭ ‬عند‭ ‬الغرب،‭ ‬فقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬بأن‭ ‬نعرف‭ ‬ونعترف‭ ‬نحن‭ ‬المسلمين‭ ‬أن‭ ‬لنا‭ ‬مرجعاً‭ ‬موحداً‭ ‬للرؤية‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بعصمة‭ ‬أمر‭ ‬ديننا‭ ‬ودنيانا‭ ‬وآخرتنا،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬قبلتنا‭ ‬الموحدة‭ ‬في‭ ‬صلواتنا‭ ‬اليومية‭.‬
بناء‭ ‬الجسور
عبّر‭ ‬المفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬السماك‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬له‭ ‬بعنوان‭: (‬الإسلام‭ ‬بين‭ ‬السعوديّة‭ ‬وروسيا‭)‬،‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬أساس‭ ‬ميديا‭ ‬ونقلته‭ ‬صحيفة‭ ‬الشرق‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬ديسمبر‭ ‬2021م،‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬داخل‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬والعالم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬التي‭ ‬يرأسها‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬العيسى،‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬السعودي‭ ‬السابق‭. ‬فقد‭ ‬انفتحت‭ ‬الرابطة‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬الفاتيكان‭ ‬ومجلس‭ ‬الكنائس‭ ‬العالمي‭ ‬فقط‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬الكنيسة‭ ‬الروسيّة‭ ‬أيضاً،‭ ‬وصدرت‭ ‬عن‭ ‬الرابطة‭ ‬وثيقة‭ ‬مكّة‭ ‬التي‭ ‬وافق‭ ‬عليها‭ ‬العلماء‭ ‬المسلمون‭ ‬من‭ ‬كلّ‭ ‬الأقطار‭.‬
وأضاف‭: ‬لقد‭ ‬أكّدت‭ ‬الوثيقة‭ ‬في‭ ‬الفقرتين‭ ‬الثالثة‭ ‬والرابعة‭ ‬على‭ ‬أنّ‭: ‬‮«‬الاختلاف‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬في‭ ‬معتقداتهم‭ ‬وثقافاتهم‭ ‬وطباعهم‭ ‬وطرائق‭ ‬تفكيرهم‭ ‬قدَر‭ ‬إلهي‭ ‬قضت‭ ‬به‭ ‬حكمة‭ ‬الله‭ ‬البالغة،‭ ‬والإقرار‭ ‬بهذه‭ ‬السُنّة‭ ‬الكونيّة‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬بمنطق‭ ‬العقل‭ ‬والحكمة‭ ‬بما‭ ‬يوصل‭ ‬إلى‭ ‬الوئام‭ ‬والسلام‭ ‬الإنساني‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬مكابرتها‭ ‬ومصادمتها‮»‬‭.‬
ونصّت‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬التنوّع‭ ‬الديني‭ ‬والثقافي‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لا‭ ‬يبرّر‭ ‬الصراع‭ ‬والصدام،‭ ‬بل‭ ‬يستدعي‭ ‬إقامة‭ ‬شراكة‭ ‬حضارية‭ ‬إيجابية،‭ ‬وتواصلاً‭ ‬فاعلاً‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬التنوّع‭ ‬جسراً‭ ‬للحوار‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬لمصلحة‭ ‬الجميع،‭ ‬ويحفّز‭ ‬على‭ ‬التنافس‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الإنسان‭ ‬وإسعاده،‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬المشتركات‭ ‬الجامعة،‭ ‬واستثمارها‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬المواطنة‭ ‬الشاملة‭ ‬المبنيّة‭ ‬على‭ ‬القيم،‭ ‬والعدل،‭ ‬والحريّات‭ ‬المشروعة،‭ ‬وتبادل‭ ‬الاحترام،‭ ‬ومحبة‭ ‬الخير‭ ‬للجميع‮»‬‭.‬
وفي‭ ‬التراث‭ ‬الإسلامي‭ ‬أنّه‭ ‬عندما‭ ‬أرسى‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬محمّد‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬قواعد‭ ‬دولة‭ ‬المدينة‭ ‬المنوّرة،‭ ‬لم‭ ‬يلغِ‭ ‬الآخر‭ ‬المختلف‭ ‬دينياً‭ ‬أو‭ ‬قبليّاً،‭ ‬ولم‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يُصهره‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬المدينة‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬بوتقة‭ ‬المؤمنين‭ ‬برسالته،‭ ‬بل‭ ‬أقرّ‭ ‬له‭ ‬بخصوصيّاته‭ ‬العقديّة‭ ‬والقبلية‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬قاعدتين‭ ‬أساسيتين‭:‬
القاعدة‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬اللا‭ ‬إكراهيّة‭: {‬لا‭ ‬إكراه‭ ‬في‭ ‬الدين‭} ‬سورة‭ ‬البقرة،‭ ‬الآية‭ ‬256‭.‬
والقاعدة‭ ‬الثانية‭ ‬هي‭ ‬اللا‭ ‬احتكاريّة‭: {‬لكم‭ ‬دينكم‭ ‬ولي‭ ‬دين‭} ‬سورة‭ ‬الكافرون،‭ ‬الآية‭ ‬6‭. ‬ثمّ‭ ‬إنّ‭ ‬الله‭ ‬يحكم‭ ‬بيننا‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬فيما‭ ‬كنّا‭ ‬فيه‭ ‬مختلفين؛‭ ‬أي‭ ‬ليس‭ ‬لأيٍّ‭ ‬منّا‭ ‬الحقّ‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يدّعي‭ ‬أنّ‭ ‬له‭ ‬سلطة‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬ضمير‭ ‬الآخر‭.‬
ولذلك‭ ‬رأت‭ ‬وثيقة‭ ‬مكّة‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬تحقيق‭ ‬معادلة‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬الآمن‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المكوّنات‭ ‬الدينية‭ ‬والإثنية‭ ‬والثقافية‭ ‬على‭ ‬اتّساع‭ ‬الدائرة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬روسيا‭ ‬طبعاً،‭ ‬يستدعي‭ ‬تعاون‭ ‬القيادات‭ ‬العالمية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬كافّة‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬جرى‭ ‬فتح‭ ‬بوّابة‭ ‬العلاقات‭ ‬الإسلامية‭ ‬ـ‭ ‬الروسية‭ ‬على‭ ‬مصراعيها‭: ‬الإعلان‭ ‬الروسيّ‭ ‬بأنّ‭ ‬روسيا‭ ‬دولة‭ ‬إسلامية،‭ ‬والإعلان‭ ‬الإسلامي‭ ‬حول‭ ‬التعدّد‭ ‬والاختلاف‭.‬
ودعت‭ ‬الوثيقة‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬التآزر‭ ‬لوقف‭ ‬تدمير‭ ‬الإنسان‭ ‬والعمران،‭ ‬فالتعاون‭ ‬على‭ ‬خير‭ ‬الإنسانية‭ ‬ونفعها‭ ‬يتحقّق‭ ‬بعقد‭ ‬حلف‭ ‬عالمي‭ ‬فاعل‭ ‬يتجاوز‭ ‬التنظيرات‭ ‬والشعارات‭ ‬المجرّدة،‭ ‬وذلك‭ ‬لإصلاح‭ ‬الخلل‭ ‬الحضاري‭ ‬الذي‭ ‬يُعتبر‭ ‬الإرهاب‭ ‬فرعاً‭ ‬من‭ ‬فروعه،‭ ‬ونتيجة‭ ‬من‭ ‬نتائجه‭.‬
تفتح‭ ‬هذه‭ ‬الاجتهادات‭ ‬الفقهية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الجديدة‭ ‬والجريئة‭ ‬آفاقاً‭ ‬واسعة‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬جسور‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬الودّ‭ ‬والاحترام‭ ‬والتعاون‭ ‬الإنساني،‭ ‬وبخاصة‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭ ‬ومع‭ ‬الكنيسة‭ ‬الروسيّة‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ {‬لكم‭ ‬دينكم‭ ‬ولي‭ ‬دينِ‭} ‬سورة‭ ‬الكافرون،‭ ‬الآية‭ ‬6،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أولى،‭ ‬وعلى‭ ‬قاعدة‭ ‬أنّ‭ ‬الإنسان‭ ‬ـ‭ ‬الإنسان‭ ‬بالمطلق‭ ‬ـ‭ ‬هو‭ ‬خليفة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬ومؤتمَنٌ‭ ‬على‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها‭ ‬وإعمارها،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭. ‬أمّا‭ ‬الاختلاف‭ ‬الديني‭ ‬فإنّ‭ ‬لله‭ ‬وحده‭ ‬أمر‭ ‬الحكم‭ ‬فيه‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭.‬
المنهج‭ ‬الوسطي
رحب‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬الحسيني‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬بعنوان‭: (‬السعودية‭ ‬ومبادرات‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬المسيحي‭)‬،‭ ‬نُشر‭ ‬بصحيفة‭ ‬عكاظ‭ ‬بتاريخ‭ ‬الثلاثاء‭ ‬21‭ ‬ديسمبر‭ ‬2021،‭ ‬بما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬مبادرات‭ ‬فكرية‭ ‬وحضارية‭ ‬ودينية‭ ‬مذهلة،‭ ‬رسخت‭ ‬أرضية‭ ‬ثابتة‭ ‬للحوار‭ ‬والانفتاح،‭ ‬وتجسدت‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬بتوجيه‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬رؤية‭ ‬2030،‭ ‬سواء‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تنحصر‭ ‬بالمسلمين،‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬المسيحي،‭ ‬فهي‭ ‬ترجمة‭ ‬أمينة‭ ‬لمنطلقات‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف،‭ ‬فهو‭ ‬دين‭ ‬الاعتدال‭ ‬وفتح‭ ‬الأبواب‭ ‬لتبادل‭ ‬الرؤى‭ ‬والأفكار‭ ‬مع‭ ‬الآخر،‭ ‬وهو‭ ‬دين‭ ‬دولة‭ ‬المواطنة‭ ‬والأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬المعتقدات‭ ‬والمشارب،‭ ‬لأنها‭ ‬كلها‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬مصب‭ ‬الوطن‭.‬
دور‭ ‬ريادي
وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭ ‬يذكر‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬الحسيني‭ ‬الدور‭ ‬الريادي‭ ‬لرابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والاعتدال‭ ‬في‭ ‬بلورة‭ ‬حركة‭ ‬التنمية‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬له‭ ‬بعنوان‭: (‬رؤية‭ ‬2030‭ ‬دعامة‭ ‬المواطنة‭ ‬والتنمية‭ ‬الشاملة‭)‬،‭ ‬نُشر‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الرياض‭ ‬بتاريخ‭ ‬30‭ ‬ديسمبر‭ ‬2021م،‭ ‬حيث‭ ‬يصف‭ ‬انطباعاته‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬لمعالي‭ ‬الشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالكريم‭ ‬العيسى‭ ‬في‭ ‬مكتبه‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬كان‭ ‬لنا‭ ‬الشرف‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الكوكبة‭ ‬بزيارة‭ ‬القامة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والقيمة‭ ‬العلمية‭ ‬معالي‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬د‭. ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬العيسى،‭ ‬وجرى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬هموم‭ ‬ومشكلات‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وسبل‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬ومعالجتها،‭ ‬وكذلك‭ ‬عن‭ ‬الطائفية‭ ‬المقيتة‭ ‬وخطورتها‭ ‬وسبل‭ ‬مواجهتها‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬خطورتها‭ ‬وتهديدها‭ ‬للأمنين‭ ‬الإسلامي‭ ‬والإنساني،‭ ‬كما‭ ‬جرى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التأصيل‭ ‬والتجديد‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬وسطية‭ ‬الإسلام‭ ‬وقيم‭ ‬اعتداله،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬للملحوظات‭ ‬القيمة‭ ‬والرؤى‭ ‬السديدة‭ ‬التي‭ ‬طرحها‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬العيسى،‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬ما‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الخير‭ ‬والأمل،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والوسطية‭ ‬والاعتدال‭ ‬في‭ ‬الإسلام‭ ‬قد‭ ‬ارتبط‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬بالعمل‭ ‬المتواصل‭ ‬لرابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬بقيادتها‭ ‬السديدة‮»‬‭.‬
وأضاف‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمجلس‭ ‬الإسلامي‭ ‬العربي‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الدور‭ ‬الإيجابي‭ ‬الكبير‭ ‬لرابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬والذي‭ ‬نقطف‭ ‬ببركة‭ ‬الله‭ ‬ورعايته‭ ‬ثماره،‭ ‬أعاد‭ ‬للإسلام‭ ‬مكانته‭ ‬واعتباره،‭ ‬ورد‭ ‬كيد‭ ‬الدخلاء‭ ‬من‭ ‬المتطرفين‭ ‬الضالين‭ ‬المضلين‭ ‬الذين‭ ‬سعوا‭ ‬بعلم‭ ‬أو‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬إلى‭ ‬الإيحاء‭ ‬بأن‭ ‬الإسلام‭ ‬دين‭ ‬الكراهية‭ ‬والحقد‭ ‬والدم‭ ‬والانتقام،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرابطة‭ ‬وأمينها‭ ‬العام‭ ‬الشيخ‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬العيسى‭ ‬قاموا‭ ‬ببناء‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬والانفتاح‭ ‬وتعزيز‭ ‬منهج‭ ‬الاعتدال‭ ‬والوسطية‭ ‬وحوار‭ ‬الأديان‭ ‬والتقريب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية،‭ ‬التي‭ ‬جسدت‭ ‬الماهية‭ ‬التسامحية‭ ‬والمعتدلة‭ ‬للإسلام،‭ ‬ودحضت‭ ‬ونفت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬خلاف‭ ‬ذلك‭ ‬بالأدلة‭ ‬والبراهين،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬جهد‭ ‬يشكر‭ ‬ويثنى‭ ‬عليه،‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬وهب‭ ‬نفسه‭ ‬لدينه‭ ‬وأمته‭ ‬ووطنه‮»‬‭.‬
وأردف‭ ‬كاتبًا‭: ‬لا‭ ‬بد‭ ‬ونحن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الأهمية‭ ‬الاعتبارية‭ ‬لوثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬لرابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والتأسيس‭ ‬لها،‭ ‬وأنها‭ ‬أي‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬قد‭ ‬أسست‭ ‬لعهد‭ ‬جديد،‭ ‬وأكدت‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬منبع‭ ‬لقيم‭ ‬الاعتدال‭ ‬والوسطية،‭ ‬وأنه‭ ‬يحمل‭ ‬روح‭ ‬الأصالة‭ ‬والمعاصرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬زمان‭ ‬ومكان،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬علماء‭ ‬أجلاء‭ ‬أخيار‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬الدكتور‭ ‬العيسى،‭ ‬وأننا‭ ‬نرى‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬واجب‭ ‬العلماء‭ ‬والمفكرين‭ ‬والمثقفين‭ ‬الذين‭ ‬اطلعوا‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬وبنود‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بنظرنا‭ ‬سفينة‭ ‬النجاة‭ ‬بما‭ ‬تحتويه‭ ‬من‭ ‬بنود‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬التعريف‭ ‬بها‭ ‬وشرحها،‭ ‬وأن‭ ‬تطبيقها‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬الملحة‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬العلماء‭ ‬والمفكرين‭ ‬والمثقفين؛‭ ‬لأن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬خدمة‭ ‬نوعية،‭ ‬ومصلحة‭ ‬وصلاح‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭.‬
نبراس‭ ‬إسلامي
يرى‭ ‬الكاتب‭ ‬عبدالمجيد‭ ‬طلال‭ ‬السحيل‭ ‬في‭ ‬مقاله‭ ‬بعنوان‭: (‬العيسى‭ ‬أنموذجًا‭ ‬للتعايش‭)‬،‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الوطن‭ ‬السعودية‭ ‬بتاريخ‭ ‬السبت‭ ‬25‭ ‬ديسمبر‭ ‬2021،‭ ‬في‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الكريم‭ ‬العيسى‭ ‬أنموذجًا‭ ‬للتعايش‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الديانات‭ ‬والثقافات،‭ ‬وموجهاً‭ ‬وملهماً‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬وكذلك‭ ‬حكوماتها؛‭ ‬فهو‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬بين‭ ‬الديانات‭ ‬السماوية‭ ‬وغيرها،‭ ‬متجردًا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دعوات‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف‭ ‬التي‭ ‬تنادي‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬الجماعات،‭ ‬والتي‭ ‬لن‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬سبيل‭ ‬رشد‭ ‬وصلاح،‭ ‬كما‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬سلام‭ ‬يعم‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬والعالم‭ ‬ككل،‭ ‬فالأصوات‭ ‬المتطرفة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختلفة‭ ‬عنا‭ ‬دينيا‭ ‬وثقافيا‭ ‬ولغويا‭.‬
وأضاف‭ ‬في‭ ‬مقاله‭: ‬دعا‭ ‬دكتورنا‭ ‬الفاضل‭ ‬العيسى‭ ‬لنبذ‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الكراهية‭ ‬والأحقاد،‭ ‬بروح‭ ‬الإسلام‭ ‬الخالدة‭ ‬التي‭ ‬تدعو‭ ‬لنشر‭ ‬رسالة‭ ‬الإسلام‭ ‬الخالدة‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬الرحمة،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬وما‭ ‬أرسلناك‭ ‬إلا‭ ‬رحمة‭ ‬للعالمين‭)‬،‭ ‬وما‭ ‬جاء‭ ‬الإسلام‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬ليدعو‭ ‬للأخلاق‭ ‬والصفات‭ ‬السيئة‭. ‬ويأتي‭ ‬دور‭ ‬الرابطة‭ ‬أنها‭ ‬صوت‭ ‬إسلامي‭ ‬مسموع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬بقيادة‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬العيسى‭ ‬هو‭ ‬نبراس‭ ‬إسلامي‭ ‬رفيع‭.‬
واختتم‭ ‬مقاله‭ ‬معتبراً‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬العيسى‭: ‬‮«‬يمثل‭ ‬دور‭ ‬المملكة‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬للتقريب‭ ‬بين‭ ‬الفجوات‭ ‬التي‭ ‬أحدثها‭ ‬التاريخ‭ ‬بين‭ ‬أصحاب‭ ‬الديانات‭ ‬السماوية،‭ ‬وكلنا‭ ‬فخر‭ ‬كسعوديين‭ ‬وكمسلمين‭ ‬بما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬العيسى،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬نتمناه‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬العمل‭ ‬والتنفيذ‭ ‬من‭ ‬يبث‭ ‬رسالة‭ ‬التسامح‭ ‬لكي‭ ‬تسود‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‮»‬‭.‬
وثيقة‭ ‬عالمية
وبمناسبة‭ ‬احتفال‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬كتب‭ ‬الدكتور‭ ‬المحجوب‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬مقالاً‭ ‬بعنوان‭: (‬الأبعاد‭ ‬الحقوقية‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭)‬،‭ ‬نُشر‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الرياض‭ ‬الأربعاء‭ ‬8‭ ‬ديسمبر‭ ‬2021م،‭ ‬ركز‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬اعتراف‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬منذ‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬قرنًا‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والحريات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭. ‬
وفي‭ ‬مقاله‭ ‬أورد‭ ‬بشكل‭ ‬مفصل‭ ‬الأبعاد‭ ‬الحقوقية‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة،‭ ‬مذكرًا‭: ‬بادرت‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬بتنظيم‭ ‬مؤتمر‭ ‬إسلامي‭ ‬كبير‭ ‬بعنوان‭ (‬قيم‭ ‬الوسطية‭ ‬والاعتدال‭ ‬في‭ ‬نصوص‭ ‬القرآن‭ ‬والسنة‭) ‬في‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2019،‭ ‬صدرت‭ ‬عنه‭ ‬‮«‬وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬اعتمدها‭ ‬1200‭ ‬عالم‭ ‬ومفكر‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المذاهب‭ ‬والطوائف‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬صدور‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬التاريخية‭ ‬الحضارية‭ ‬الوعي‭ ‬بضرورة‭ ‬التحرك‭ ‬الحضاري‭ ‬والعمل‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الانتشار‭ ‬المتزايد‭ ‬والمخيف‭ ‬لخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والتمييز‭ ‬العنصري‭ ‬ضد‭ ‬المسلمين،‭ ‬والإساءة‭ ‬إلى‭ ‬مقدساتهم‭ ‬واتهام‭ ‬دينهم‭ ‬بالتطرف‭ ‬والعنف‭ ‬والإرهاب‭ ‬والانعزال،‭ ‬في‭ ‬خرق‭ ‬سافر‭ ‬للقرارات‭ ‬والإعلانات‭ ‬الدولية‭ ‬الداعية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭ ‬والثقافات‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬أتباع‭ ‬الأديان‭.‬
وأضاف‭ ‬ابن‭ ‬سعيد‭: ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬التاريخية‭ ‬الدستورية‭ ‬إرساء‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬وتحقيق‭ ‬السلم‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬الإنساني،‭ ‬والـتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المسلمين‭ ‬لا‭ ‬تمثلهم‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬التي‭ ‬تتاجر‭ ‬بالدين،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬المسلمين‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬بتفاعله‭ ‬الحضاري،‭ ‬يسعون‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬مكوناته‭ ‬كافة‭ ‬لتحقيق‭ ‬صالح‭ ‬البشرية‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيمها‭ ‬النبيلة‭ ‬وبناء‭ ‬جسور‭ ‬المحبة‭ ‬والوئام‭ ‬الإنساني‭. ‬ولتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة‭ ‬تضمنت‭ ‬‮«‬وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‮»‬‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحضارية‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬للعالم‭ ‬رؤية‭ ‬إسلامية‭ ‬جديدة،‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬متغيرات‭ ‬العصر،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تستقطب‭ ‬اهتمامات‭ ‬الأسرة‭ ‬الدولية،‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬الحركة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الواعية‭ ‬التي‭ ‬ترمي‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتعايش‭ ‬والوئام‭ ‬والاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وبشرت‭ ‬بها‭ ‬الديانات‭ ‬السماوية‭ ‬كافة‭. ‬وتعلن‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬عليها‭ ‬وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬عن‭ ‬عهد‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬والإنساني‭ ‬لنشر‭ ‬قيم‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬إسلامي‭ ‬متشبث‭ ‬بثوابته‭ ‬الشرعية،‭ ‬ومنفتح‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬المشتركة‭ ‬ومبادئ‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬كما‭ ‬تؤسس‭ ‬وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬وبقية‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬تعتبر‭ ‬الحوار‭ ‬الحضاري‭ ‬أفضل‭ ‬السبل‭ ‬إلى‭ ‬التفاهم‭ ‬السوي‭ ‬مع‭ ‬الآخر،‭ ‬وتجاوز‭ ‬معوقات‭ ‬التعايش‭. ‬كما‭ ‬تسعى‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬إلى‭ ‬إقناع‭ ‬الأجيال‭ ‬الصاعدة‭ ‬بأن‭ ‬الصراع‭ ‬والصدام‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬وترسيخ‭ ‬الكراهية،‭ ‬واستنبات‭ ‬العداء‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب،‭ ‬ويحول‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬مطلب‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭.‬
واعتبر‭ ‬ابن‭ ‬سعيد‭ ‬وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬امتداداً‭ ‬لوثيقة‭ ‬المدينة‭ ‬المنورة،‭ ‬ووعياً‭ ‬بأبعادها‭ ‬الحضارية‭ ‬والحقوقية،‭ ‬فقد‭ ‬أقرها‭ ‬مجلس‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬السابعة‭ ‬والأربعين‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬في‭ ‬نيامي،‭ ‬عاصمة‭ ‬جمهورية‭ ‬النيجر،‭ ‬يومي‭ ‬27‭ ‬و28‭ ‬نوفمبر‭ ‬2020،‭ ‬وأبرز‭ ‬أهمية‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬الواردة‭ ‬فيها،‭ ‬ودعا‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬والإقليمية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬محتوياتها،‭ ‬باعتبارها‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬مبادئ‭ ‬التسامح‭ ‬والتفاهم‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الثقافات‭ ‬والأديان‭. ‬ورحب‭ ‬المجلس‭ ‬بالدعم‭ ‬الواسع‭ ‬الذي‭ ‬حظيت‭ ‬به‭ ‬‮«‬وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬الأديان‭ ‬المختلفة‭ ‬للرسائل‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬حملتها،‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬التسامح‭ ‬والاعتدال‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬المتبادلين‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬والدول،‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬وحقوقه‭. ‬كما‭ ‬دعا‭ ‬المجلس‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬والإقليمية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬توجهات‭ ‬‮«‬وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التربوية‭ ‬والثقافية‭ ‬والدينية‭ ‬والحقوقية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والإنسانية‭.‬
وختم‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬الاتصال‭ ‬والحوار‭ ‬الثقافي‭ ‬بالمغرب‭ ‬مقاله‭: ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬وبمناسبة‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬واجب‭ ‬الجمعيات‭ ‬والمنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬والمراكز‭ ‬والجمعيات‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬تنظيم‭ ‬لقاءات‭ ‬وموائد‭ ‬مستديرة‭ ‬للتعريف‭ ‬بالأبعاد‭ ‬الحقوقية‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬التي‭ ‬أكد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الدينية‭ ‬والسياسية‭ ‬والثقافية‭ ‬عبر‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬وثيقة‭ ‬إنسانية‭ ‬عالمية‭.‬

المصدر: مجلة الرابطة  - العدد 666